العالمية والتوازن والاعتدال


عالمية الإسلام و وسطيته

 الأهداف:

 1- تعريفا اكبر بالعالمية والتوازن والاعتدال

 2- دفع التهم التي ألصقت بالإسلام كالتطرف و الغلو

 تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهيد:

إن من الخصائص العامة للإسلام خاصيتا العالمية والتوازن والاعتدال. ولكن ورغم هذا نجد من يلصق تهم خطيرة بالإسلام كالتطرف والتشدد وأن الإسلام موجه للعرب فقط.

 فماذا يعني كل من العالمية والتوازن والاعتدال؟ وما أهميتهما؟ وما الآيات والأحاديث المبرهنة عليهما؟

 ما مظاهر كل من العالمية والتوازن و الاعتدال؟  وماهي العبر والعظات الدالة على عالمية الإسلام و وسطيته ؟

المحور الأول : عالمية الإسلام

أ ) تحديد معنى العالمية :

إن مفهوم عالمية الإسلام يدل دلالة صريحة بأن الإسلام موجه لكل الناس في هدا العالم مند بعثة الرسول ( ص) إلى قيام الساعة، فرسالة الإسلام غير محدودة بعصر ولا جيل ولا بمكان فهي تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الشعوب وكل الطبقات وهي هداية رب الناس لكل الناس ورحمة الله لكل  الخلق..

إن عالمية الإسلام انعكاس منطقي لخاصية الخاتمية، فعندما كانت رسالة الإسلام خاتمة لكل الرسالات السماوية السابقة كان من الضروري أن تكون عالمية لأنه لن تكون هناك رسالة بعدها، وقد أكد الله عز وجل هده العالمية بخصوص إرسال محمد (ص) بقوله:”وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” سورة الأنبياء 107

كما قال سبحانه بخصوص هدف إنزال القرآن الكريم:” تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ” سورة الفرقان، 1 ، ونجد أن القرآن الكريم لا يخاطب فقط العرب أو جنسا محددا بل يخاطب كل الناس في قوله جل في علاه:” ياأيها الناس اتقوا ربكم … ” سورة الحج، 1 ، وفي قوله سبحانه و تعالى: ” يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا … ” سورة الأعراف، 26 ، وقد ذكر النبي (ص) العالمية في أحاديثه الشريفة ، كقوله (ص): {أنا رسول من أدركت حيا ومن يولد بعدي}، وقوله: {والدي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار} رواه مسلم

أهمية عالمية الإسلام: وتتجلى في :

– تعايش الناس في سلام وأمان متآخين مترابطين على أساس مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية.

– القضاء على العنصرية والعصبية والطبقية بكل أشكالها– كما في الآيات والأحاديث الكثيرة

– انتشار عقيدة الإسلام في جميع أنحاء العالم منذ نزوله وإلى يومنا هذا، ويعتبر في عصرنا الحاضر من أكثر الديانات انتشارا بين الناس عن حرية واقتناع رغم المؤامرات التي تحاك ضده .

– حماية حقوق الإنسان ومبادئها الكونية

المحور الثاني: الإسلام دين التوازن والاعتدال

التوازن والاعتدال هو التوسط في كل الأفعال التي يقوم بها الإنسان في أي مجال، عبادة كان أو عملا

إنفاقا كان أو أكلا أو لباسا …، فهو نسبة بين التفريط و الإفراط والبخل والإسراف، أي التعادل والتوفيق بين الشيئين المتقابلين المتضادين بحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى على مقابله.

إن التوازن والاعتدال هو أيضا نتيجة منطقية لخاصية العالمية، فلما كان الإسلام عالميا كان من المفروض أن يقوم على مبدأ التوازن والاعتدال حتى يناسب كل قضايا المجتمع، وقد جاء في القرآن الكريم آيات واضحة كل الوضوح على توازن الإسلام و اعتداله فقد امر اله عز وجل بالتوسط في قوله:” وكذلك جعلناكم أمة وسطا ” سورة البقرة، 143، كما بين الله سبحانه توازن الكون والخلق:” ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت ” سورة الملك، 3 ، وفي آية اخرى يأمر تعالى بالتوازن بين العمل و العبادة:

” فإدا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله ” سورة الجمعة، 10، ويأمرنا جل في علاه بالتوسط بين الإسراف والبخل في قوله:” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محصورا ” سورة الإسراء، 29، ليس القرآن فقط من أكد التوازن والاعتدال بل أيضا السنة النبوية الشريفة كقوله (ص): {إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه}، وقد نهى الرسول (ص) عن الغلو في الدين في قوله: { إياكم والغلو في الدين فإن الغلو أهلك من كان قبلكم “

أهميتهما في الإسلام

من حكمته سبحانه ان اختار التوازن والإعتدال شعارا مميزا لهذه الأمة التي هي أخر الأمم ولهذه الرسالة الخاتمة وبعث بها خاتم رسله جميعا وتتجلى الأهمية فيما يلي :

– أن ذالك يمثل منطق الآمان والبعد عن الخطر فالإسلام متوازن في الإعتقاد والتصور وفي التعبد والتنسك وفي الأخلاق والأداب وفي التشريع ……….

– أن ذالك طريق الوحدة الفكرية ومركزها ومنبعها ولهذا تثير المذاهب والأفكار المتطرفة من الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة ما لا تثيره المذاهب المعتدلة في العادة .

– أن ذلك يجعل المسلم متوازنا ولايشعر بأي تعارض بين عمله لدنياه وعمله لدينه بإعتبار كل عمل صالح عبادة وذلك منبع قوة شخصية المسلم في كل سلوكاته وأعماله ومفتاح نجاحه في الدنيا والأخرة

المحور الثالث: مظاهر العالمية والتوازن والاعتدال

أ ) مظاهر العالمية :

إن للعالمية التي سبق تعريفها مظاهر عدة منها :

–  ختم الرسالات السماوية السابقة ونسخها بالإسلام وجعله عالميا إلى كافة الناس ، قال تعالى : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )

– كونه رسالة ربانية إنسانية رحيمة بالإنسان قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

 – كونه دين سلام وتسامح لاعنت فيه ولا تشدد ولا تطرف ولا غلو.

 – كونه يحقق المساواة المطلقة بين الناس ويقضي على كل الفوارق

 – كونه خالدا ومتجددا يسد حاجات الناس جميعا في كل زمان ومكان.

– إرسال الرسول (ص) كتبا إلى الملوك المعاصرين له يدعوهم فيها للإسلام : فقد ارسل الى كسرى ملك الفرس والقيصر عظيم الروم  والمقوقس صاحب مصر والنجاشي ملك الحبشة …(كما توضح الخريطة في ص 42 )

 – دخول عدة أجانب في الإسلام كيوسف إسلام وروجي جارودي …

ب ) مظاهر الوسطية والاعتدال :

إن الإسلام هو نفسه وسط ويأمرنا بالوسطية في كل شأن من شؤون الحياة، ولا يكتفي بهذا، بل يحذر المسلمين من الذهاب إلى أحد الإنحرافين : الغلو أو التقصير، ومن مظاهر الوسطية نذكر::

– في العقيدة والإيمان: فالعقيدة يسيرة وسهلة يفهمها الأمي و المتعلم

– في العبادات: ميسرة لا صعوبة فيها ولا تشق على النفس مشقة كبيرة

– في المأكل والمشرب: حيث أمر الإسلام بالتوسط في المأكولات والمشروبات، وعدم الضغط على النفس

– في الأخلاق: فكل فضيلة وسط بين رذيلتين، فالكرم وسط بين البخل والإسراف ، والشجاعة وسط بين التهور والجبن

بين الدين والدنيا: حيث أمر الإسلام بالتزام الشريعة مع الاهتمام بالدنيا

هدف الوسطية

– التمسك بالإسلام بحب، وجعله منهجا مطبقا في الحياة وليس في الدهن فقط

– الابتعاد عن الفتنة و البلبلة و القلاقل

فوائد الوسطية

– العيش في أمان

– الوحدة والتآلف بين المسلمين

– العزة و القوة والكرامة

– البقاء و الاستمرارية

– إعطاء صورة مشرفة  عن الإسلام .

العبر والعظات المستخلصة

– التزام المنهج الوسط بلا إفراط ولا تفريط

– إتباع الاعتدال في كل مجالات الحياة

– النهي عن الغلو والتشدد

– توفير حقوق الخالق و النفس والأهل في نفس الوقت.

 ahmedii2

مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الاسلامي


مبدا الاستخلاف في المال في التصورالاسلامي.

الاشكالية:                                                                                                               

تختلف نظرة الناس للمال اختلافا بينا ، فمنهم من يرى أنه وسيلة لتحقيق الذات وجلب السعادة

وبسط النفوذ . ومنهم من يعتقد انه فتنة وشر ، لانه يبعد الناس عن العبادات والطاعات . وللاسلام

نظرته الخاصة للمال تتاسس على قواعد سليمة في كسبه وانفاقه.

 1-  فهل يستطيع المال توفير السعادة الحقيقية للانسان ؟

  2 – وما مفهوم الاستخلاف في المال في الاسلام ؟

   3 – وما هي حقيقة المال في الرؤية الاسلامية ؟ وهل التحذير من فتنة المال والدنيا دعوة الى الزهد فيهما ؟

     4-  وكيف يسترشد المجتمع بمبدا الاستخلاف في تعامله مع المال ؟

     5 – الى اي حد يمكن للاسلام ان يقضي على الفوارق الطبقية ، ويوفر الحلول الناجعة لمشكلة الفقر في المجتمع ؟

———————————————————————————

المضامين :

بيانه تعالى انه المالك الحقيقي للمال ، وان الانسان انما هو مستخلف ونائب عن الله فيه . –

– الانفاق في سبيل الله طريق يؤدي الى الجنة .

– تصحيحه (ص) لمفهوم الملكية في الاسلام ، وتنبيهه عليه السلام ان الانسان مجرد وكيل ومستخلف فيه .

 – بيانه (ًص) لطرق انفاق المال في الاسلام وفق مبدا الاستخلاف.

——————————————————————————–

التحليــــــــل والمناقشـــــــة :

المحور الاول : مفهوم الاستخلاف في التصور الاسلامي

1 ) الاستخلاف مهمة الانسان الوجودية :

– الاستخلاف مبدا به تنتظم علاقة الانسات بالمال في التصور الاسلامي ، فهو يعمل على تهذيب حب التملك

عند الانسان ، ويدعوه الى حسن استثمارالثروات من اجل الصالح العام ، حتى يفيد ويستفيد .

 – اما الخليفة فهو المتصرف في الشيئ نيابة عن صاحبه او مالكه . وعليه فان الخلافة تعني ان الانسان نائب

ووكيل عن الله في ارضه ، ينفذ اوامره ويجري احكامه فيها .

– والله هيا الانسان لهذا الدور واوكل اليه امانة اعمار الارض ، وامره بالكدح والعمل قال تعالى : ( واذا قضيت

الصلاة فانتشروا في الارض . ) وقوله تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )

 2 ) مبدا الاستخلاف في المال في الاسلام :

يتاسس هذا المبدا على حقيقتين اساسيتين هما :

ا – ان المال في الاصل انما هو مال الله بدليل قوله تعالى : ( وآتوهم من مال الله الذي أتاكم . ) النور 33 . اوجده

في الطبيعة ، وعلى الانسان ان يكد ويجد من اجل استخراجه والانتفاع به . .

ب – ان الانسان مستخلف فيه بدليل قوله تعالى : ( آمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) الحديد

بهذا يعطي الاسلام مفهوما جديدا للملكية والحيازة ، يختلف عن مفهوم الراسمالية والاشتراكية ، فهو يرفع يد

الانسان ويجرده من التملك الحقيقي ، ويعتبره مجرد وكيل ، لان المال الذي في حوزته وديعة وامانة استامنه الله

عليها . كما يقيد حرية التصرف فيما في حوزته فيمنع تبذيره فيما يغضب الله تعالى . بل عليه بتحكيم شرع الله

في كل تصرفاته المالية ( على مستوى الكسب او على مستوى الانفاق )

المحور الثاني : اهمية المال وقيمته في حياة الانسان :

تقوم نظرة الاسلام للمال على ركيزتين اساسيتين :

الاولى : ان المال قوام الحياة الدنيا ، لان به تنتظم حياة الناس وتستقيم احوالهم المعيشية ، فاذا هو فقد اختل

نظام حياتهم وعمت فيهم الفوضى قال تعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم

فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ) ولاهمية المال في حياة الناس شرع الاسلام منظومة متكاملة

من الاحكام لضبط اوجه كسبه وطرق انفاقه .

الثانية : ان المال شهوة وفتنة قال سبحانه : ( انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم .) كما انه

يدفع الانسان الى الطغيان والتجبر قال الحق سبحانه : ( كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ان الى ربك

الرجعى .) لذلك كان لابد من تعبئة روحية لتهذيب غريزة التملك عند الانسان حتى يحافظ على التوازن

في الحياة.

المحور الثالث : آثار مبدا الاستخلاف في ترشيد التعامل مع المال :

ان التقسيم غير العادل للثروات ، وغياب التكافل بين الاغنياء والفقراء في عالم اليوم ، يجعل الهوة كبيرة

بين دول الشمال ودول الجنوب . فأهل الشمال ينعمون بالرفاه المادي في ابهى صوره ، بينما اهل الجنوب

يعانون الحرمان بجميع اشكاله . ومبدا الاستخلاف في المال بمفهومه الاسلامي يمثل الحل الانجع للمشكلة

الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البشرية اليوم . ذلك ان الاسلام يدعو الى التوفيق بين الدوافع

الذاتية والمصالح الاجتماعية ، حيث تصبح الملكية الفردية في خدمة المجتمع ، ويصير التكافل واجبا

شرعيا على الجميع . وبهذا نضمن ابتعاد الناس عن الجشع والقهر والتسلط  ونظمن كذلك تحقيق الامن

والسلم في المجتمعات البشرية .

المحور الرابع : قواعد تهذيب غريزة التملك في الاسلام :

منهــــــــــا :1- ربط دوافع السلوك الانساني في البحث عن المال ، بغاية سامية قوامها استحضار يوم

الحساب والعقاب

2 – الاهتمام بالتشريعات التي تضمن تحقيق توازن الفرد في تعامله مع المال

3 – توجيه همة الانسان الى الكدح من اجل الكسب الحلال ، ومقاومة اغراءات المال وفتنته.

هذا المنهج يحرر الانسان من سطوة المال وجبروته ، كما يؤسس لعلاقة جديدة بين الانسان والمال ،

فلا يجب ان يستحوذ عليه حب الدنيا فيتكالب على جمع المال ، ولا يجوز الزهد فيها بالامتناع عن العمل

والتمتع بالمال في الحلال

.ahmedii2

 

 

الايمان والصحة النفسية


الايمان والصحة النفسية.

الاشكالية :

يقول الدكتور كارليل : ( … اننا نربط انفسنا حين نصلي بالقوة العظمى التي تهيمن على الكون ونسالها

ضارعين ان تمنحنا قبسا منها نستعين به على معاناة الحياة ، ولن تجد احدا تضرع الى الله الا عادت

عليه الضراعة باحسن النتائج …)

                                            الكسيس كارليل حائز على جائزة نوبل في الطب.

– فما قيمة الصلاة في اكتساب شخصية متوازنة قادرة على تحمل ضغوطات الحياة اليومية ؟

– وما هي انعكاسات الايمان بالحقائق الدينية على امن الانسان واستقراره النفسي والاجتماعي ؟

– وما سبب حرمان المجتمعات الراقية الطمانينة والسكينة ؟

– وهل تعتقد بقدرة المشعوذين على دفع الخوف والقلق والاحباط …عن حياة الناس ؟

– وبم تتحقق الصحة النفسية في عالم اليوم ؟

الفرضيات :

العودة الى ممارسة الشعائر الدينية باخلاص للتغلب على مختلف انواع القلق والخوف والاضطرابات

النفسية الاخرى .

– تقوية الصلة بين العبد وربه يكسبه صحة نفسية سليمة .

مضامين النصوص الشرعية:

– الايمان بالله تعالى المقرون بالعمل الصالح يحقق لصاحبه الصحة النفسية السليمة.

– الصبر على الشدائد والشكر على النعم من مقومات الصحة النفسية في الاسلام.

التحليل :

1 ) مفهوم الصحة النفسية ومراتبها في الاسلام :

أ- تعريفها : الصحة النفسية هي القدرة على مواجهة الازمات النفسية التي تطرا على الانسان ،

ويرافقها الاحساس الايجابي بالسعادة . ومن تجلياتها :

– احساس المرء بالاطمئنان والامان والرضى عن الذات .

– القدرة على التكيف مع المجتمع بايجابية .

– امتلاك مهارات التفاعل الايجابي البناء .

ب ) مراتبها :

– النفس الامارة بالسوء والتي تدفع صاحبها الى المعاصي والشرور ، وتبعده عن نوازع الخير والصلاح ،

وهي سبب شقاء الانسان في الدنيا والاخرة اذا تمادى في الرضوخ لرغباتها ونزعاتها وميولها…

– النفس اللوامة ( السلامة النفسية ) : وهي التي تلوم صاحبها على منكر فعله او معروف تركه ، وهي

بمثابة الرقيب والحارس الامين على سلوك الانسان ، ويمكن اكتسابها :

* بالايمان بالله تعالى وطاعته وامتلاك رؤية واضحة عن الكون والحياة والموت …

* بمجاهدة النفس والاجتهاد في العمل الصالح…

– النفس المطمئنة ( الكمال النفسي ): من خصائص هذه المرتبة ان النفس تكون قد تشبعت بقيم الخير

والصلاح وانطبعت على التقوى والاستقامة … لابعاد صاحبها عن كل قبيح . وهي مرتبة سامية لا ينالها

الا الانبياء والصالحين والاتقياء والشهداء….

2 ) المرض النفسي ودرجاته :

أ –  مفهوم المرض النفسي: هو حالة من الفساد تصيب النفس فتفقدها توانها واعتدالها مما يمنعها من

اداء وظيفتها على اكمل وجه . ومن مظاهر هذا الفساد : ضعف الارادة / انحراف الميول / فساد الادراك/

التباس مفهومي الحياة والموت عند الانسان…

ب – درجاتـــــــــه وانواعه :

– القلق والخوف المرضي وهو الشعور بالضيق والخوف من شر متوقع حدوثه مع الاحساس بعدم القدرة

على دفه والتغلب عليه. ويكون نتيجة فقدان الثقة بالله وعدم التوكل عليه  ، ومنه مثلا القلق على المصير

واضطرابات نفسية مختلفة…

– الامراض العقلية : والتي ترتبط عادة بالشعور بالحرمان المادي والعاطفي ، وقد تكون وراثية كما قد

تكون نتيجة خلل عضوي فيزيولوجي او عصبي ديماغي … ومن اعراضها : الوسواس القهري / الاكتئاب/

الصرع…

– الامراض الناشئة عن التطرف في حب الذات : وهي ما يسمى بجنون العظمة ، حيث يعتقد المريض انه

شخص مهم في المجتمع او الاسرة او في الزمرة … ومن اعراضها : الكبر / الانانية / الغرور…

وقد صار مذهبا عند بعض الامم كما حال الامريكي اليوم الذي يكرس مقولته المشهورة  :     

)I’m the best (

 

3 ) علاقة الايمان بالصحة النفسية :

1- الايمان بالحياة الباقية وطمانينة الخلود : حيث يعيش المؤمن مطمئنا الى عقيدته الاسلامية لانه يعلم انه خلق

للحياة الاخرى الباقية التي فيها سعادته الابدية قال تعالى : ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم

الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) فصلت 30 .

2 – الشعور بالتكريم الالهي ورفعة التكليف : ويتجلى هذا في مهمة الانسان الاستخلافية في الارض دون غيره

من المخلوقات تكريما له يقول تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات     وفضلناهم على كثير ممن فضلنا تفضيلا  ) الاسراء 70 .

3- الخضوع لله والشعور بالمساندة : من اسس الايمان الصادق الانقياد لمشيئة الخالق والتسليم لامره مع اليقين

التام بمساندته تعالى مما ينمي في  الانسان حب التعلق به تعالى  قال تعالى : ( واذا سالك عبادي عني فاني قريب

اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )

4- سكينة العبودية : التي تحقق للانسان امنه النفسي والروحي وبها يكون اقوى من غيره في مواجهة الاهوال

والشدائد قال سبحانه : ( هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمان مع ايمانهم  ).

4 ) وسائل اكتساب الصحة النفسية في الاسلام :

تتحقق الصحة النفسية في الاسلام بما يلي :

– الفهم الصحيح للوجود والمصير : اذ يبقى الوحي الالهي قرآنا او سنة المرشد الاساسي للانسان في البحث عن

حقيقة الحياة والموت والمصير ، بعيدا عن التاويلات العقلية او الفلسفية لقوله تعالى : ( افحسبتم انما خلقناكم

عبثا وانكم الينا لا ترجعون ) المؤمنون 115 .

– تقوية الصلة بالله بالاخلاص له في العبادة والاقدام على اداء الواجبات والاجتهاد في الطاعات وترك المحرمات

قال تعالى : ﴿أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين﴾ سورة آل عمران: آية 136

التقوى والاستقامة : فالتقوى هي ان يشعر الانسان بمراقبة الله له  ويعمل بمقتضى كتابه ويستعد ليوم لقائه قال

عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) . اما الاستقامة فهي السير على هدي سيد

المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم  قال سبحانه : ( ان الذين قالو ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف

عليهم ولا هم يحزنون ) .

 

                         Ahmedii2.

الربانية والشمول


 

الربانية والشمول

الاشكالية :

تعرضت الكتب السماوية كلها للتحريف باستثاء القرآن الكريم ، فهو الوحيد الذي حافظ على ربانية مصدره .

– فما المقصود بالربانية والشمول ؟

– وما وسائل تحصيلهما في النفوس ؟

– وما ثمراتهما على حياة المسلمين ؟

اقتراح الفرضيات :

العلم مهم في حياة الانسان لانه اساس التطور والرقي والازدهار .

– عالج القرآن الكريم جميع مجالات الحياة مما يؤكد على شموليته واحاطته بكل صغيرة وكبيرة في حياة الناس.

– الفصل بين السياسة والدين من مقومات الاسلام .

عرض النصوص الشرعية :

قاموس المفاهيم :

                                                          من علق : جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني لها حيث نصير علقة .

               وسميت علقة لانها تعلق بجدار الرحم .

 اولياؤهم : زعماؤهم ورؤساؤهم في الشرك والضلال والفساد.

 ما فرطنا  : ما اغفلنا وما تركنا .

الاحكام الشرعية :

                                                                                                                     – اثبات نبوة محمد (ص)

تنويه الاسلام بالكتابة والقلم اذ هما مفتاح العلوم .

التنويه بمكانة العلم والعلماء في الاسلام .

 – الامر باتباع احكام الاسلام والنهي عن اتباع تشريعات اخرى .

 – وجوب اداء فرائض الاسلام والمداومة عليها .

 – تحريم تجاوز حدود ما حرم الله .

 – تحريم السؤال عما سكت عنه القرآن .

 – اشتمال القرآن الكريم على كل ما يحتاج اليه الانسان في الدنيا والاخرة .

 – بيانه تعالى شمولية الاسلام واحاطته بكل صغيرة وكبيرة في حياة الافراد والجماعات والامم والشعوب.

بناء التعلمــــــات:

1) مفهوم الخصائص العامة للاسلام :

الخصائص مفردها خاصية وهي ما يميز الشيئ عن غيره من وصف او نعت او حلية .

وخصائص الاسلام هي اوصافه ومميزاته التي يتميز بها عن غيره من الرسالات الاخرى . واهما خمسة ومنها :

خاصيتي الربانية والشمول . فما المقصود بهما ؟

معنى الربانية والشمول :

أ) الربانية : الربانية نسبة الى الرب ، والرب في اللغة هو مالك الشيئ وصاحبه ومسير امره ، ومنه رب الاسرة ورب العمل ورب الكون ….

والربانية تعني ان مصدر القران الكريم هو الله عز وجل ، اذ لا دخل لمحمد ( ص ) ولا لأي  انسان فيه قال تعالى :

( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يآتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ).

وقال ايضا : ( ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .

                                                                                                                                    ب ) الشمول :

الاسلام رسالة شاملة تجمع بين الدنيا والاخرة وبين الروحانية والمادية وبين المثالية والواقعية ، فهي تشمل شؤون الفرد والاسرة والمجتمع والدولة والامة… فالاسلام ليس رسالة لاهوتية روحانية محصورة في الافراد او المساجد،

بل ان شمولية الاسلام تعني احاطة تسريعاته واحكامه بكل المجالات قال تعالى : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ ) .

ومن مظاهر هذا الشمول ما يلي :

العقيدة : وهي شاملة من اي جانب نظرت اليها وتنبثق من التوحيد .

العبادات : بانواعها المختلفة البدنية والمالية والروحية .

الاجتماع : المتمثل في تنظيم العلاقات بين افراد الاسرة والمجتمع ككل .

السياسة : تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين الدولة الاسلامية وغيرها من دول العالم .

القضاء : الفصل في النزاعات بين الناس بالعدل والانصاف …

 

فقه الزكاة


فقــــــه الزكــــاة‏‏

تعريف الزكاة :الزكاة في اللغة الزيادة والنماء و الطهارة
وفي الاصطلاح الشرعي:‏ حق واجب في مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت معين أو هي: ” جزء مخصوص يؤخذ من مال مخصوص إذا بلغ النصاب ومر عليه الحول يصرف في جهات مخصوصة..

والمراد بالجهات المخصوصة : الفقراء و المساكين و العاملين على الزكاة والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب و الغارمين و في سبيل الله وابن السبيل .
حكم الزكاة

‎‎ الزكاة واجبة بالكتاب والسنة والإجماع، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله.شرعت وجوبا في السنة الثانية من الهجرة ‏
‎‎ فمن الكتاب:‏ قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } [البقرة: 43].‏

‎ ومن السنة:‏ عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحـق الإسلام، وحسابهم على الله ) متفق عليه.‏
والتربوي دور الزكاة الاقتصادي و الاجتماعي

1. دور الزكاة الاجتماعي :

الزكاة وسيلة من وسائل الضمان الاجتماعي: فهي تشغل العاطل و تساعد العاجز و تعين المحتاج من فقير و مسكين و مدين.
ـ الزكاة مورد أساسي للكفالة الاجتماعية : بها يتحقق التكافل بين القادرين و العاجزين سواء كان العجز فرديا أو ناشئا عن خلل اجتماعي أو عن ظروف عارضة.
ـ الزكاة تقوي الروابط بين أفراد المجتمع: فتسود بين الاغنياء والفقراء روح التعاطف و المودة و تقل الأحقاد و الضغائن
كما تساهم الزكاة في حماية المجتمع من الفساد و الجرائم التي قد تنشأ عن الفقر و الحاجة
ـ الزكاة تنمي الروح الجماعية بين الأفراد:‏ فيتحول المجتمع إلى أسرة واحدة يسودها التعاون والتكافل والتعاطف كما في الحديث الشريف: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق عليه.‏
.دور الزكاة الاقتصادي
ـ في الزكاة تشجيع على الاستثمار فهي صمام أمان في النظام الاقتصادي و مدعاة لاستقراره ؛ لذا كان لزاما على المزكي أن يستثمر أمواله حتى لا تأكلها الزكاة و بذلك يحافظ على رأسماله و يعمل على تنميته ليتحقق فائض يؤدي منه الزكاة لمستحقيها و هؤلاء ينفقونه في حاجاتهم مما يعني ترويجه في السوق وفي هذا تشجيع للقدرة الشرائية عند هؤلاء ..

ـ في الزكاة محاربة للبطالة : حيث يعتبر نقل جزء من المال عن طريق الزكاة من الأغنياء إلى المستحقين لها حثاً لهم على العمل والجد والمثابرة والولاء للمجتمع، وبذلك تزيد كفايتهم الإنتاجية،و تشغل الطاقات العاطلة ويكون مردود ذلك كله على المجتمع الذي تنحسر فيه البطالة، ويرتفع مستوى الدخل.
ـ للزكاة أثر كبير في توزيع الدخل و الثروة على أساس عادل: مما يؤدي إلى تداول الأموال فيزيد الإنتاج و يتحسن الدخل الفردي و ينخفض التضخم و يزدهر الاقتصاد القومي.
ـ بعض أحكام الزكاة لها تأثير دائم في الحد من الركود الاقتصادي: وذلك باعطاء الغارمين من الزكاة حتى لا تتعطل أعمالهم أو تجارتهم مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج و الحد من الركود الاقتصادي
. الأبعاد التربوية للزكاة :
– تطهير النفس من داء الشح والبخل الذي حذر منه القرآن وذمه. واقتلاع هذا الخلق الذميم من النفوس وتدريبها وتربيتها على البذل والسخاء والإنفاق، وتعويد القلب واليد على ذلك حتى يصبح عادة من عاداته ، فينتصر المسلم على نفسه ويحررها من عبودية الدرهم والدينار فتطهر النفس وتزكو في مدارج المحسنين.
– التقرب إلى الله سبحانه والطمع في رضاه وجنته.
– تحقيق شكر نعمة المال والاعتراف بفضل الله سبحانه رجاء البركة والزيادة منه سبحانه.
وتعطى الزكاة لفئات معلومة حددها النص القراني بقوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) فلا تصرف الزكاة الا في هذه الاصناف الثمانية .